%d8%ad%d9%85%d9%88%d8%af
 
لم يعهد لي أن أكون بهذي العلاقة المتوترة مع الكتابة كهذه المرة ..
في الآونة الأخيرة صارت كتابتي كل سنة !
لكني لم أكترث كثيراً لأني لطالما ظننت أن المشاعر كلما قويت كلما ترجمت نفسها لأحرف من تلقاء نفسها ..
لكن يبدو أن الأمر عكسي.. و(تعجز الكلمات) و ( يعجز الوصف ) ..
هي الكلمات الأبلغ والتي تصفني أكثر
لمّا أردت أن أكتب عن هذي التجربة بالذات ! تجربة دخول صغير لعالمي ..
وتجربة دخولي عالم الامومة !
وكلما مرت الأيام كلما ازدادت المهمة صعوبة علي ،فرأيتُ أن ألتقط  متى استطعتُ شيئاً من مشاعري المبعثرة .. والتي تكتشف كل يوم شيئاً عن هذا العالم الجميل ..
حاولت أن أدونها.. قبل أن يحجبها الاعتياد فأنسى كيف كانت ردة فعلي الأولى كأم لكلّ ما يحدث حولي ،

وهذا ما بدأ يحصل لي فعلاً لولا أني دونت ما شعرت به على فترات متفرقة طوال العام الاول لطفلي ..

.

. 

الأمومة وما أدراك ما الأمومة ..

الامومة عندي أمرٌ عجبتُ منه بقدر ما أعجبني !
أقصد ! تكشف لي أن الفتاة حين تصبح أمّاًتتغير !
تغدو بقلب جديد ومشاعر مختلفة ومعانٍ كثيرة تغمر حياتها بسبب هذا الصغير !
حبّاً ، خوفاً ، فرحاً ، قلقاً ، عطفاً وحناناً .. ومشاعر كثيرة لا أعلمها ؛ الله وحده يعلمها وهي في قلوب الأمهات تسكن ولا تُحْكى ! ودهشتي الكبيرة ! والتي لم تنطفئ بعد !أنني لم أكن أعلم بكلّ هذا التغير الذي سأقدم عليه وكل هذي المعاني التي تدخل حياتي ..والدهشة الأكبر منها .. أنه برغم عدد الأمهات الذي أعرف في حياتي إلاّ أنه لم يخبرني أحدٌ منهن بذلك و لا حتى أمي ! حسناً .. ربما حكت لي !لكني يبدو أني لم أعي أبداً ماتقول ، وكيف لي ؟ وهي تصف الذي لا يوصف و تحكي ما لا يحكى بل (يحسّ ) به فقط ! 

.

.

 لماذا أكتبُ ..؟
أنا هُنا في محاولة يائسة ! أن أصفّ حروفي والكلمات بعضها فوق بعض..!
أوجهها .. لكلّ ابن ، ولكلّ والد ، ولوالديّ خصوصاً ، ولربي سبحانه ..
لكل ابنليعلم كم يحمل والداه له من المعاني والمشاعر ، فيقدرهذا بجميل بر وإحسان ..!
لكل والد :جرّب هذا الشعور ليعيش معي تفاصيل المشاعر واللحظات على اختلاف ألوانها  ويستشعر منة الامومة  أو الأبوة التي اختاره الله لها ثمّ يزيد في الشكر والتقوى بها ..!
لوالدايليعلما أني بعد أن صرتُ مثلهما فقط علمتُ كم أنا غارقة في التقصير بحقهما مقابل ما يحملانه لي وعني ..!
لله العظيم المنان : لأشكره دائماً وأبداً على هبته الكبيرة التي جاءت على شكل مخلوق صغير !
وأدخلتني عالماً آخر مختلفاً عن الدنيا ..!

 .

 .

فهمتُ لغة الأمهات..

قبل أن أصبح أمّاً كنت أرى الأمهات ، ولا أستطيع تفسير كثير من تصرفاتهن ! أو أحاديثهنّ , وكأنهن يحكين بلغة أخرىوما إن غدوتُ واحدة منهن حتى فهمت اللغة وفهمت ما وراءها !

سأعطي مثالاً :  كنتُ أسمع كثيراً كلمات التباريك في زياراتي لمواليد جدد ! غير أن وقع مباركتهنّ لي في مولودي مختلفة , مختلفة تماما ! لا أعلم لماذا؟ وكأنالشفرة بيني وبينهم قد فكت رموزها !!
فمنهن من قالت لي ذقتِ طعم الولد ؟! ومن قالت (شفتِ زين العيال) ! ومن ترجمت كل هذا بدموع حارة في سلامها أو ابتسامة عريضة ..حتى أيقنتُ بلغة الأمهات التي لا يعرفها سواهن .. إذ فهمتهنّ هذه المرة ! فهمتهنّ أخيراً ! 

.

.

ما كنتُ أظنّ ..

نعمةُ الأمومة غيرت كثيرا من ظنوني ! ما ظننتُ يوماً أن الأمومة تمدّ بهذا القدر من الـ السعادة ..وما ظننتُ أن في داخلي قدراً من الود والرأفة والرحمة والمحبة كمثل هذي التي خرجت لهذا المخلوق الصغير ..
وماظننتُ أن قلبي الذي في داخلي يسع كل هذي المشاعر( الكثيرة ) !
بالرغم من أن العلاقة بيننا مجرد أشهر معدودة ..
ما ظننتُ أنّ هناك شيء أحتاجه في حياتي إلى أن أتى صغيري لهذا العالم  فاكتشفتُ بعدها أن حياتي لم تكتمل بعد ..!
أو كأنها تنتظر قدومه منذ زمن ! أو كأنها كانت ناقصة ! حتى ولو أني لم أفكر به يوماً قبل أن يأتي !
في الحقيقة ، أنا نفسي لا أعرف كيف أشعر بهذا الشعور وهو من المنطق بعيد !
لكن كما قلت حديثي بلغة الأمهات ! وصرتُ الآن أتكلم بها وربما لم أتقنُ بعد كيفية الترجمة ..  

صدّقت مشاعري هذه أخت مسلمة بريطانية زارتني لما كنتُ في غربتي فقالت : ألستِ تشعرين أنه لا يمكن أن تعيشي من غير طفلك ؟؟ رغمَ أنه أتاك قبل أشهر فقط  ، ولم تعرفينه من قبل ؟ فابتسمتُ بقوة ! وكأنها دخلت قلبي وترجمت بالضبط ما أشعر به ! لكنها لم تفعل إنما كانت تحمل قلب أمٍّ مثلي ومثل كلّ أمّ !!

 .

.

زينة الحياة ..

وعلى ذكر الزيارات ؛ فقد زارتني صديقة مقربةوحدثْتُها بكمية المشاعر التي تجتاحني تجاه هذا الصغير وكيف غدوتُ شبه إنسان جديد بحياة جديدة ! لكنها حياة أفضل بكثير من حياتي السابقة ! فقالت لي وأحسب أن القرآن قد ملأ قلبها : ماقال الله عبثاً أنهم ( زينة الحياة الدنيا)إلاّ وهم كذلك !! فعلاً فمذ أن رزقتُ بصغيري وأنا أرى الحياة بمنظور آخر ! تمسكتُ بها أكثر ! وكأني رأيتُ زينتها وجمالها !! لم أعد أغضب منها بتلك السرعة التي كنتُ أفعل من قبل ! فوجود كائن صغير ! بعينيه وضحكاته وحركاته وانداهشاته ملأ دنياي سعادة من غير جهد أبذله!!!
.

.

 حديثٌ ذو شجون ! 
لطالما كنتُ أتململ كثيراً من أحاديث الامهات عن الأطفال ! كيف يأكلون وماذا يشربون وماذا عليهم في عمر معين أن يفعلون ..ولطالما اعتقدتُ أنها نصائح متبادلة مملة لا أدري مالهدف في تطويلها أو الوصف الدقيق لها والإسهاب فيها !ثمّ لما صرتُ أمّاً؛ علمتُ أنهم بهذي الأحاديث يتكلمون عن أحبّ ما يملكون وأغلى ما عندهم .. والإسهاب والتطويل إنما هو رغبة في إبقاء المُتَحدَّثِ عنه حاضراً في حديثهم قدر الإمكان ..من أحب شيئاً أكثر من ذكره) !

كنتُ أبتسم لسماع أحاديث الأمهات في قاعات انتظار المشافي والعيادات ! وأعجبُ كثيراً حين تبتدئ إحداهنّ الأخرى وقد قابلتها للتو ! ثمّ تكوّنا علاقة يحسبهما المارّ أن بينهما معرفة قديمة ! فقط لأن الحديث بينهم نقطة وصل غالية على كليهما ..
ووجدتُ  أنا نفسي كثيراً من الإنجليزيات في الغربة يلاطفنني بسبب صغيري ويبدأن الحديث معي ويلاطفنني  ، وأنا لستُ النوع الذي يفضلونه بالعادة  بسبب حجابي واختلافي عنهم .. إلاّ أن هذا الصغير ألغى الحواجز وأقام جسراً صغيراً من الود !

.

.

تغيرت حياتي ..

لن أنكر أن حياتي تغيرتولابدّ لي من أن أدفع ثمن هذي العطية الكبيرة .. !
خروجي به في الأشهر الأولى من عمره يأخذ ٤٥ دقيقة استعداد كأقل تقدير يوم أن كنت أخرج لوحدي بعشردقائق فقط .. ! وليس كل مكان يمكن أن أذهب به إليه.. والخروج بدونه وما أدراك ما الخروج بدونه ! قرار كبير يصحبه تأنيب ضمير دائم ، ودراسة يوم صارت تأخذ يومين !  وإعداد أي أمرٍمّا  قدرَ ساعة صار يأخذ معه أربع ساعات !والنوم صار صديقا أشتاق له كثيراً ولا ألتقي به ! وكلّ مرحلة من حياته تتطلب اهتماً خاصّاً  ومتطلبات مختلفة…
همٌّ ومسؤولية كبيرة ..
 لا أنكرُ هذا !! لكن  بقدر المسؤولية  التي أتحملها  بل أكثر ، هو في المقابل يمدني بفرح وسعادة وبهجة تملأ قلبي والمكان بوجوده ، مازلتُ أرى كلّ شيء ثمناًيسيراً مقابل ضحكاته ولمعان عينيه ومناغاته ..! 

.

.

ماذا يعني أنّ هذا الطفل ابني ..

حين لا أملّ من النظر إليه !
حين يذوب قلبي إذا بالصدفة وضع بعيني عينيه ..
حين أضمه بقوه وأشعر أن لاشيء مما في قلبي قد ارتوى بعد ..
كما كانت جدتي رحمها الله تقول وهي تضمّنااسقِ زريعك ) وقد أبلغت في الوصف عني سقاها الله من أنهار الفردوس ! كأن في داخلي زرعة صغيرة لا تُروى ولا تَكفّ من الارتواء إلاّ بضمته ..!
حين يبكي ويبكي ولا أجد نفسي منزعجة بقدر ما  أنا منشغلةٌ أفكر فقط كيف أريحه من هذا البكاء ..!
حين ينام بالليل فأنسى تعب اليوم معه كله وأتأمل عذوبة سكونه وهو نائم !
حين أعيدُ له أيّ حركةٍ مراتٍ ومراتٍ إذا ظلّ يضحك عليها بصوت طفولي ساحر وهي وقد لا تعني أي شيء!
حين أشعر أني ملكت العالم بابتسامته ..وأنّ حياتي لا تريد شيئاً أكثر !
حين أعجب من نفسي ومشاعري فأسأل أمي : هل هناك ماتخفونه عني بهذي الدنيا ؟ كما أخفيتم عني شعور الأمومة .فتبتسم هي وأختي الكبرى وتقول لا ندريجربي أن تنجبي طفلاً  آخر وأخبرينا ! 

.

.

أتى قبيل الموعد ..

قدوم صغيري كان قبل شهر كامل من موعده المحدد ..
لكن هذا التوقيت كان بركة عليّ وعلى من حولي من أول يوم رزقتُ به ..فقدومه كان مع آذان مغرب الجمعة بعد ١٠ أيام فقط من رحيل جدتي  الحنون رحمها الله .. وهكذا كانت مشيئة الله القدير ذهب بقلب عزيز علينا .. ثمّ أمدنا بقلب طاهر صغير نجتمع حوله ونبتسم لتسلو قلوبنا الموجوعة ..ولتخفف علينا وطأة الفقد (وأن كنّا ما نزال نفتقدها)

 .

 .

ممتنة لله ثمّ لك صغيري ! 

غيرتني كثيراً .. ملأت حياتي حباً وسعادة لم أعلم انهما خلقا بهذا القدر في الدنيا !فكرة احتياجك لي هذي بحد ذاتها جعلتني أحب نفسي ! وجدتني بهذا الأمر أصبحت أكثر أهمية من ذي قبل ! و قدومك ربما الأنجاز الأكبر الذي حصلته في حياتي ! واعلم يا صغيري أنه بقدرعظيم الامتنان لله بوجودك  ، كم أنا أحمل همّ مسؤولية تربيتك كما يحب !
وأرجو من الله العلي القدير أن يعينني على التربية الحسنة التي ترضيه تعالى عني وعنك .. وتمكنني من شكر نعمة قدومك ، والبهجة التي أتيت بها معك ..وأن يرزقني القوة والثبات أمام مغريات الحياة التي تعجبك فأصدها عنك خوفاً عليك .. وأن لا أضعف مهما يكن أو يحصل ، وأن تكون لي حجة يوم ألقاه ! وولد صالح يدعو لي بعد رحيلي..

.
. 

أخيراً .. 
سبحان ربي الذي أمرنا بالدعاء لهما بالرحمة خصوصاً مقابل تربيتهما!!

ربّ ارحمهما كما ربياني صغيراً” !

وكأني بدأتُ أعي من مشاعري في تربية ابني بأن الجزاء الذي اختاره الله للوالدين هو من جنس العمل !!

والداي الغاليان  💜 : علمتُ الآن !! علمتُ كم أحطتما تربيتي برحمةٍ بالغة .. ومازلتما على ذلك

 وسألبثُ ما حييتُ بإذنه سبحانه أن أدعو
ربّ ارحمهما كما ربياني صغيراً ..
.
.
.
ا.هـ
mmmmm
لا أعلمُ متى سأستيقظ ، لأجد أن رحيل ماما موضي لم يكن سوى حلم في نومةٍ قلقلة !
وأنّا سنذهب لبيتها ونجدها في مكانها المعهود تستقبلنا بابتسامتها العذبة ..
متى سأستيقظ وقد مضى عليه أسبوع ! لا أعلم
لكني حقيقة أعلم أن حياتنا برّمتها حلمٌ عابر وسنستيقظُ منه يوماً ما لا محالة ..
لنجد أنفسنا في “الحياة الحقيقة الباقية” هناك !
حينها سنعي تماماً هل أحسنّا في ما مضى أو أضعنا فرصة العمر..!
,
يا حبيبة حفيدتك ….!
ماذا فعلتِ وذكر الناس العطر فيكِ لم يتوقف ؟
علمنا بعدكِ أن لكِ أحباباً كثر !
لا نعلمهم ولا أسماؤهم ولا نعرف عوائلهم ولا نعرف متى التقيتهم أو كيف تصلينهم!
إذ ظلّت أمي تستقبل باندهاش اتصالات المعزين ذوو الأرقام المجهولة بادئة إياهم بالسؤال من أنتِ ؟ عرفيني بنفسك ؟ وكيف تعرفين أمي؟
فيعرفون بأنفسهم و يذكرون وصلك بهم ومحبتك وتعاهدك بالسؤال عنهم والإطمئنان على أحوالهم ! وأحوالهم أقصد بها  حرفياً صغيرها وكبيرها ..!
،
علمنا بعدكِ أنكِ لستِ أمّاً لنا وحدنا  , لستِ أمّا لثلاث أبناء وبنت أنجبتهم من بطنك! بل كنتِ أمّاً للجميع ولم ندرك ذلك !
وقولهم “ماما موضي أمّنا كلنا” هي أكثرعبارة ترددت علينا طوال أيام العزاء فيكِ والذي تحول لاستبشار وغبطة ..
،
ولا نطمع أن لا يكون ذلك إلاّ علامة على محبة الله لكِ ونداءه في أهل السماء والأرض بأن يحبوكِ فأحبّكِ الكثييييرمن الناس إذعاناً لأمره سبحانه!
ثمّ لحسن خلقٍ سابقتِ به من حولكِ بالكلمة الطيبة والتعاهد والسؤال ،حتى إن الكثير قالوا لنا : “كنا نرجوا أن نسبقها يوماً بالاتصال ولكنها كانت دائماً إلينا أسبق”!
،
ولا أدري كيف سرى مفعول ذلك كالسحر على الناس ! وأنتِ يا ماما موضي لم تكوني تهدين الهدايا والعطايا
بل كانت عطيتك فقط “الكلمة الطيبة”! وصدقَ ﷺ حين قال: الكلمة الطيبة صدقة !!
فقد سرى مفعول كلماتك الطيبة وإحسانك مفعول الصدقة والعطية !
,
يا حبيبة حفيدتك!
تذكرين عاملتنا “إيده”التي غادرتنا سنيناً مضت بعد أن قضت عندنا عشر سنوات وعرفتكِ حق المعرفة ..؟
أرسلت تترحم عليكِ وتدعو برسالة تقول فيها “ماما موضي كويس مع كلو شغالة”
وسائقنا بادرأمي بقوله أنه أمر أهل مسجد  في مدينته بالهند أن يصلوا عليكِ بعد صلاة الجمعة صلاة الغائب !!
رحمك الله برحمتك ومحبتك واحترامك للمساكين !
,
ماما موضي , مصابنا فيكِ جلل ..!
سنفتقد صوتكِ وسؤلكِ وحنانكِ على الصغير والكبير ..
سنفتقد ابتسامتكِ وتواضعك وحسن خلقكِ!
سنفتقد بركة نجدها في دعواتك التي ترسلينها لربي في ليلكِ ..
سنفتقد محبة نلحظها بعيون الناس حين يأتون على سيرتك!
ولكنكِ رحلتِ لأكرم الأكرمين..في طريق كلنا ماضون فيه ننتظر دورنا المكتوب في اللوح المحفوظ!
,
وقبل أن أستودعكِ ربي..أريد أن أخبركِ
أنّا سنستوصي بالقرآن خيراً كما كنتِ دائماً توصّين !لا أعرف إن كنّا سنختم في الشهر مرتين كما فعلتِ قرابة خمسة عشر عاماً مضت ولكنّا سنحاول ! ولو أن لا يمر يومٌ من غير أن نقرأ صفحة واحدة فقط كما هي أيضاً وصيتك حين نكسل!.
سنعقد العزم بصيام الاثنين والخميس والأيام البيض،فقد كانت سهلة عليكِ وأنتِ الكبيرة في السنّ ! ولا أدري مالذي يصعبها علينا ؟؟
وسنذكر استلقاءكِ على ظهركِ حين ننغمس بحديث الدنيا وأصابعكِ تبدأ العد تنغمس بتسبيح وتهليل وتكبير…
،
وسنمسكُ ألسنتنا كما علمتنا كيف نضع ميزاناً خاصاً يزن الحديث فقط قبل أن نطلقه ! فما أعجبنا قلناه وماكان عكس ذلك أخرناه وابتعلناه !:”)
،
ولن نتركَ السنن الراوتب بعد الفريضة حتى تجبرها كما أوصيتنا مذ أن كنّا صغاراً ومازلتِ تتعاهدينا بها إلى وقت قريب تطمئنين ..
،
إلى أن نلقاكِ ياذات البحة العذبة ،والابتسامة النضرة ،والخلق الحسن
ثبتنا الله على الحقّ..
وإنّا جميعاً لله وإنّا إليه راجعون ….
ابنة ابنتكِ ..
سجى
،
*وددتُ فقط بكلماتي هذي أن تذكروها بدعوة،
أو تعملوا بوصاياها أو أحدها علّها تصيب من اقتدائكم أجراً …
ويارب جمعاً بكلّ أحبابنا الراحلين في الفردوس الأعلى
وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته ..♡

سَنةٌ واحدة ..

s 111
“في مثل هذا اليوم “
الصورة أعلاه ..
التُقِطتْ يوم عيد الأضحى الماضي ..1434
أي قبل سنة بالضبط من الآن ..
الصورة لحقيبة الجامعة التعريفية وكان تعليقي لذي أدرجته في حسابي بالإنستقرام تحتها يقول :
“ربّ أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق “
إذ انضممتُ حينها لدراسة الماجستير .. وبدأتُ  الرحلة !
بصراحة لستُ أدري أن لو علمتُ تبعات هذه السنة !
أكنتُ قد مضيتُ فيها أم توقفت  ..!!
والحمدلله ! أنّا لا نعلم كثيراً مما يواجهنا ..
تخرجت بفضل الله وتوفيقه ..
تخرجت من الماجستير ..
تلك  المرحلة التي كنتُ أعتقد أنها شيئاً كبيراً ..!
وأن من يصل لها يصير “حركة”
وقد وصل لقدر كبير من العلم ..
لكن ما إن أنهيتها ..!
حتى اكتشفتُ أني لازيدُ عقلاً , ولا قوة , ولا أي شيء من ذلك ..!
فقط وجدتني إزددتُ يقيناً بقلة علمي ..
وهكذا هو طريق العلم .. !
كلما مشينا  في دربه أكثر ..
كلما علمنا أننا في بدايته فقط ..
وأننا ما أوتينا منه إلاّ القليل …
.
.
“الإدارة “
كنتُ قد اخترت أن أتخصص في علم الإدارة
لأنه من العلوم التي اكتشفتُ مؤخراً
أني أحبّها وأستمتع كثيراً بدراستها !
علم الإدارة يفتح الآفاق ، ويرتب الذهن يحلل .. ويستنبط  .. ويوجد حلولاً ذكية!
علم يُمكن أن يطبقه كلّ أحد ! الأفراد في أي مكان كانوا ، ومهما كانت تخصصاتهم ..
والمؤسسات صغيرها وكبيرها ..
علمٌ حيّ يتبدّل ويتطوّر ويضاف إليه كلّ حين  وليست له اتجاهات وحيدة مؤكدة ..! فكلّ الطرق المنطقية الصائبة تؤدي إلى الإدارة ..
هذا بالطبع لمّا خيّرتُ من من علوم الدنيا !
ويبقى شغفي الأول هي العلوم السماوية من تفسير وحديث وفقه وعقيده ..!
والتي لم أشأ أن أكمل دراستها معهم فنحن فيها – في الوطن- أقوى منهم وأمتن ..
.
.
“محطات”
لم تكن تجربة سهلة ! النظام البريطاني لدراسة الماجستير مصمم في سنة واحدة فقط !
لذلك هو مكثّف..!
إذ كنتُ فيها أبذل كلّ ما بوسعي ونومي وجهدي وعقلي لأنجز في الأوقات المحددة ..
كانت مرحلة  ثرية بالأحداث والتحديات ،
وفيها الكثير الكثير من المحطات “وملاحقة القطارات” !
والله غلّفني فيها بتوفيقه وتيسيره ..
إلى أن وصلت لآخر محطة في الطريق ..
.
.
“درس “
إن كان من شيء واحد تعلمته وأحبّ أن أبوح به ..
فسأقول :
أنهيتُ في سنة واحدة !  بحوثاً وأوراقاً وصفحات عدّة !
أنجزتُ الكثير مما لم أتوقع أن يصدر منّي يوماً من الأيام !
وأنجزته في سنة واحدة  !
لذا  ستظلّ هذه السنة هي النور الذي يشعل ضميري كلّما خبت الأحلام ونامت وسُوّفَتْ وبَعُدَ عني تحقيقها بأعذار قلة الوقت..!
سنة واحدة .. كفيلة وكافية بإذن الله
للمُنجزِ أن يرى إنجازه ..!
وللطَّموحِ أن يحقق مطلبه ومآربه ..
وللحافظ أن يتقن حفظه
وللكاتب أن ينهي كتابه ..
ولكلّ أحلامكم الأخرى التي لا أعلمها ..
فلنوقظ الأحلام كلها من سبات السنين …
فقد آن لها أن تتحقق …!
.
.
“خروج”
شهيييق عميق ..
ثمّ أكتفي بعده بالحمممدلله ربّ العالمين ..
،
تمّ إتمام مرحلة الماجستير في علوم الإدارة
بجامعة ولفرهامبتون في بريطانيا..
فاجعله ياربّ علماً نافعاً و”لي” لا عليّ حُجةً !
تحيتي ومودتي ..
واعتذارحييٌّ عن طول غيابي ..
والسلامـ

إضراب وثمن .. !

وجدتُ فضفضتي هذه بالملحوظات .. تحكي عن آخر رحلة جائت بنا  لبريطانيا ..
كان ذلك في يوم ١٧ شوال من عام 1433  – قبل حوالي أربعة أشهر من الآن- حيث كانت رحلتنا من الرياض لألمانيا ثمّ  منها لبريطانيا …
وجدتُني  أحكي عن مشكلة واجهتنا  عند وصولنا لألمانيا  كنتُ أقول :
وهذا حدث جديد يزيد جرعة صغيرة لمخزون الذكريات المزعجة التي واجهتني في المطارات والطائرات ،
جعلني حتى الآن أكره رائحة الطائرة وأشعر وأنا في البيت ، بتقلبات معدتي التي لا تحدث إلاّ بسبب الجو ..
أوصلتنا الطائرة الأولى إلى مطار فرانكفورت  في ألمانيا ! كنت قد استجمعتُ قواي طوال الليل لئلّا أنام  في الرحلة الأولى قلت حتى أستغرق في الرحلة الأخرى ..
ولو أني نمت لكان خيراً , لكن (لو) تفتح عمل الشيطان ..!
نزلنا ! والجموع تنظر أي بوابة ستخرجهم لرحلتهم القادمة !
فإذا بالمفاجأة تستقبلنا !
1
أكثر من خمسين رحلة ملغاة !!  وللأسف كانت رحلتنا معهم ..
بسبب إضراب المضيفين عن العمل احتجاجاً  على عدم زيادة دخلهم ..
كنّا قادمين من رحلة دامت ٥ ساعات وهناك من جاء من أبعد من ذلك !
ومطار فرانكفورت يعتبر نقطة وصل لكثير من الدول .. فالرحلات من خلاله مستمرة والضغط  عليه دائم !!

بداية اليوم والحالة الطارئة ..

كان التعب بادياً على الجميع  حتى على العاملين المنظمين لعملية  توجيهات المسافرين إذ يبدو أن لهم علمٌ مسبق بأمر الإضراب هذا ..!
وكانت استعداداتهم مسبقة ..
وقفنا جميعاً في صفّ طويييييييييل ! ينحني إنحانئات كثيرة حيث ينتهي بمكاتب تبحث عن رحلات بديلة عن تلك التي ألغيت
والسير يمشي كل ٣ دقائق و خمس ! والأشكال فعلاً كمايقال شعثة غبره !
لم يكن أحد مهتمّ بكيف يبدو ؟
بل قلقون و متلهفون لطائرة تحملهم وتريحهم من عناء السفر ؟ وهل هي قريبة أم بعيدة!
تذكرتُ طول الوقوف لانتظار الحساب !!
2
(الساعة العاشرة صباحاً )
جاء دورنا أخيراً  وأعطونا الخبر !
إذن !  لتكونوا معي بالتسلسل الزمني ..
ظللتُ مستيقظة طوال الليل في الطائرة
أنزلتنا الطائرة الأولى الساعة ٦ صباحاً
ألغيت رحلتنا !
وقفنا في الصف حتى الساعة العاشرة ! ثمّ أُخبرنا بأن رحلتنا الاحتياطية الساعة ٥ مساءً !
فمن السادسة صباحاً وحتى الخامسة مساءً  ! يوم كامل   !
علمتُ بالنتيجة !
 وحينها فقط اختفت قوة التماسك التي كنت أتظاهر بها  وخارت قواي فعلاً ولم يعد بوسعي إلا أن أمشي خطوات فقط لأصل لأسرّة
صفّوها في ممر واااااسع !
خالية تماماً كسرر الملاجئ والمشفيات في الحروب !
حمداً لله ! لم أجربها إلا هذه المرة !
 بحثتُ  عن أكثر مكان لايمكن أن يراني فيه أحد ! استلقيت على السرير واستسلمت!
لم أكن أشعر بأحد رغم أصوات عربات الحقائب التي تنبئ بقدوم عدد من المسافرين الجدد ! فإمّا أن ينجون باحتمالات بسيطة
وإما أنهم كالبقية ألغيت رحلاتهم وينتظرهم طابوووور طويييييييل أطول مما كنا فيه.  !
كان الزجاج أمامي كبيراً يطلّ على سكة مرتفعة  يمرّ القطار عليها كل حين فتعكس على عينيّ أشعة الشمس من خلال نوافذه كلّ مرة !
وأمر المسافرين هذا والزجاج العاكس وصوت  القطار فلم أشعر به حينها إلا بعد أن استيقظت واستجمعتُ بعضاً من قواي !!
هه !
أنا التي لم أكن أنام إلا على صوت الهدوء ، لم أشعر بكلّ هذا ! يالضعفي ! 
هذا ولم أذكر الاطفال الذين تمركزوا أو كما نقول  (تسلطوا) !
خلفي تماما يصرخون ويضربون بكرتهم في كل جانب ! فطلبتُ بلطف من صغيرةٍ هي كبيرتهم بأن يخفضوا أصواتهم
مبررة لها شدة تعبي ! فنظرت لي ! وتحمّلت مسؤليتهم فكانت بكلّ براءة ولطف تسكتهم كلما بدر منهم صوت مزعج !

من ذاق ليس كمن سمع  ..!

اقترب الفرج ! مع أننا أكلنا وشربنا إلا أننا مرهقون حقاً ! كانت وعثاء سفر كما هو ثقل كلمة “وعثاء”
ولم يبقَ لنا سوى سويعات انتظار ..
ننظر من الزجاج أي طائرة ستفر بنا ! وننظر أخرى لنشرة الأخبار التي صورت الحدث .. والسرر الممتلئة بالمسافرين …!
و سبب إضراب العمال ، وتحليلهم للموقف والحلول .. إلى آخره.
كنتُ أنظر وأرقب بصمت وفي داخلي أعلمُ أنهم لم يعانوا كما عانينا ولو جاء واحدٌ منهم وحبس معنا وذاق نصف يومنا ..! لربما  ستكون هناك ردات فعل أخرى
حينها قلت كم هي المواقف
الذي يكثر فيها الكلام والجدال والمراجعات لأننا لم نذق فعلاً مرارة الأمر ..!
وأترك لكم حرية الأمثلة المؤلمة ..
الساعة الخامسة ! ودموع التعب !
 
حانت الساعة الخامسة أخيراً  قصدنا بوابتنا  , وقد ختمت لي الموظفة جوازي ..
وقد لحظتها وهي تخفّي دمعها الذي غلبها !! أخبرتكم الإرهاق  آذى  الجميع ، رفاقها المضربون نائمون  أو متجمهرون في مكان مّا وهي التي تأكل ضعف العمل ..!
نظرتُ لعينيها لأخبرها أني أشعر بكِ .. ثمّ خرجتُ لتكابد وتتحمل مسافرين حنِقين آخرين لم يجدوا بعد رحلة تحملهم لوجهتهم ..!
وقفتُ أنتظر ” الحافلة ” وفي يدي كتاب أقرأه ! لأزيل بعض الانتباه عن نفسي وأنشغل بشيء آخر !
جاء “الحافلة ” وحملتنا ! دارت بنا دورات كثيرة كانت لا تعني شيئاً أمام الإحدى عشر ساعة التي قضيناها في المطار!
إلا أني شعرتُ أن ثمّة من يقصد أن نكمل ال١٢ ساعة .. لنتمّ اليوم في المطار
شعرنا بدوار السفر ومرض السفر !
أنتظر الراحة فعلاً ..
وكل ذا لتزيد لقمة عيش أناس آخرين  ..
لا تعليق !
مازلتُ في حيرة من أمري ولستُ متأكدة من موقفي حيال إضراب العمال ! فمرة أشعر أن  أمراً كهذا لا يمكن أن يصدر ! فالطائرات محمّلة بركاب تختلف ضرورات سفرهم من عقود وصفقات إلى وفيّات وحضور مراسم دفن .. مروراً بأمور الحياة التي بين هذا وذاك ! ومرةً أشعر أنّ هذا هو حلّهم الأخير حين لم تلبّى رغبتهم بشتى الطرق السلمية ..
ولكن … ! آه لا أدري
المهم .. أني تأكدت !
أنّ  محاولات التغيير ليست سهلة إطلاقاً  ! وربما يدفع الثمن أناس كثر لا علاقة لهم بهذا التغيير وليس لهم من ورائه ناقة أو جمل !

ولكن كتب عليهم هم أن يدفعوا الثمن ليتحقق ذلك المطلب !
وتأكدتُ أيضاً !
أني أضعفُ مما تخيّلت .. وأن السفر قطعة من العذاب فعلاً ..
وأن طول الانتظار أمر مقلق ،، لهذا كان هولاً من أهوال يوم القيامة ( ناهيكم عن شدة المفارقة العظيمة )..!
وأن الحياة تخبّئ لنا الكثيييير من الاختبارات ..
تختبر صبرنا ، قوة تحملنا ، وحسن التصرف ..
ثمّ تهدي  الدروس وتخلّد المواقف..
شكراً لوقتكم ..
مودتي ..
*
Lufthansa-Take-off

آية كبرتُ معها !

 أعجبتُ بهذه الآية منذ صغري ..

رأيتُ فيها عظمة وجمالاً

لم أكنْ لأفسّره ! لكني وعيتُه

وأذكر أنّي  كنتُ في سن أصغر من أن أدعو به ! لكني كنت أفعل ! (ابتسامة)

فخلّد حبّها فيّ .. وكبُر معي ,  بيد أنّ صعوبة تفسيرها أيضاّ ظلّ يكبر ويزداد ..!

لذا رأيتُ أن أخبركم ماهي هذه الآية !

بالرغم من عجزي عن تفسير الجمال وال “خير” !

ممم ! هو الخير الذي أراه مجموعاً من العالم كلّه ومحصوراً في هذا السطر من القرآن !

أفُضّلُ أن لا أُكْثِرْ …

يقول الله  فيها :

{يؤتِ الحكمة من يشاء ومن يؤتَ الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً وما يذّكر إلاّ أولو الألباب} البقرة  269

ومازالت دعواتي  أن يضمّني في من  يشاء ..!

الأوراق المخبّئة ..

اكتشفت من تصفحي لجهازي و الملاحظات  فيه ..

أنّي أكتب كثيراً .. هناكَ مشاعر متراكمة ! ومواقف وأحداث استمتعتُ بقرائتها بعد مانسيتها  !

 لكني أكتبُ وأتركها في محلها ..!

لا أدري  ما فكرتي حيال تركها هكذا .. وعدم مشاركتها لكم ..!

ربما  أني أتشرب قول” , ومامن كاتب إلا سيفنى ، ويبقي الدهر ما كتبت يداه “!

ولا أجده سبباً مقنعاً ..! فكلّ ما كتبته مسبقاً أحسب أن ليس فيه إثم أو قطيعة رحم

أو ربما هناك أسباب أخرى غيرها ! أدري بها

أو مازلت لا أدري بها ..!

.

.

.

المهم قررتُ يا أصحاب ..

أن أنشر بعضاً  مما أحبّ أن  أشارككم إياه .. وقد مرّ عليه زمن طويل ..

فالتدوين لا يعني ” التحديثات الأخيرة” (:

 أن أحكي عن ما   كنت أشعر به , أو ماحصل لي حينها ! أو …..

أو  أياً كان  مما أجد في الأوراق القديمة …!

.

.

.

ممم ! ومازال القرار ، قيد التردد … ()

.

.

.

أخيراً ..  أتعلم !

لأنكَ هنا .. تقرأ لي  ! شكراً ..

أعرف أنكَ تهتم لذا أعدك أن  لا أتردد

فاستعدّ …

مواليد !

في هذه الأيام ..
يغادرُ شعاب مكة قوم مغفورٌ لهم !
وتعودُ الطائرات محمّلة بمواليد كثر..

ألا فليقبلِ الله  لتهنؤوا ..!

♥♥ مدخل : هذه التدوينة إهداء لوالديّ ثمّ لكل أب وأم .. مخلصيْن

.

.

كنت أسمع اليوم  لمقطع صوتي , للشيخ المقرئ اللحيدان حفظه الله ..

فمدّ مدّه المعهود في كلمة ممدودة > أتحداكم تعيدونها  خمس مرات !! هه

 أعتذر.. المهم ..

لمّا مدّ الكلمة  , تذكّرت مباشرةً  أخي الأصغر محمد !

حين كان يحبّ أن يصلي معه في رمضان فقط ليقتنص هذه اللحظة التي يستمتع بها !

وكنّا حين نخرج , يتلقّفنا بابتسامة وحماس وهو يفرقع أصابعه ( وهي الإشارة على أن الولد متحمّس )

ثمّ يقول : شفتِ شفتِ !! مدّ ابآيتين قال : …….. ثمّ يقلّده بنفس الآية التي قرأها تلك الليلة وإن لم يكن يذكرها .. أسعفناه بها …

صدقاً لم يكن هناكَ موقف ألطفُ من هذا .. ليصدر من طفل في الثامنة ..

لم يكن هناك أعذبُ من أن يترنّم قلبه ولسانه بالقرآن …!

.

.

.

.

يحتاج الأطفال هذه الأيام منّا الكثير..

خصوصاً وقد ولدوا في زمان صعب  كزماننا هذا الذي  ضعف فيه التأثير الإيجابي من المدارس ..

وفي نفس الوقت تحاصرهم الكثير من الملهيات , الفاتنة !

ليس بالضرورة بأن تحوي شراً محضاّ وإنما ملهيات تشغلهم طوال الوقت وتصرف عنهم التفكير في الخير

وبالتالي كلّما كبروا كلّما صعب غرس الخير أكثر..  ليس دائماً لكن في الأغلب ..

فمن الصّغر ابدؤوا ~

صبرٌ ومثابرة ودعاء !

ثمّ

ذكاء عاطفي يحبب لهم الخير ويشوّق أرواحهم الطاهرة  له..

وحكمة يسيرة ترسخ ثقة في نفوسهم ليراقبوا الله .. لأنه الله .. !

 و كثيرٌ من حكايا الحبّ الأبدية عند النوم ..

وجود الله في حياتهم ~

بطولة الرجل الطيب محمد عليه الصّلاة والسلام ~

وجنّة  الأمنيات  ..  تلك التي فيها سحبٌ  تمطر الحلوى والألعاب !

وغيرها من الحكايا  التي تعرفون ..

ثمّ

استغلال كلّ مواقف حياتهم الصغيرة

ليكبر في داوخلهم المسلم .. الواثق بنفسه , المعتز بدينه وقيمه , الذي يفضل الصواب على الكثرة  , الرحوم , الطيّب  و المتسامح ..

أقول .. هذا ..

لا لتخصصي في تربية الأطفال ..  ولا لخبرة!

بل لأني أستعيد  ذكريات طفلة ..

رسختْ  كلمات وقصص أبويها في قلبها وعقلها  ولاتزال راسخة وترنّ في أذنها  حتى الوقت الذي تكتب لكم فيه الآن…!

لتخبركم  بأن مفعول تلك الأشياء مع خليط الحب والحنان عجيب ,  وليس له تاريخ انتهاء …!

فلأولئك  الأبوين منها , أعمق تحيّة , وأصدق دعاء ., وشكراً بحجم الأرض والسماء..

.

.

.

.

..وأعود على ذكر حموّد..

أستودع الله قلبكَ  يا صغيري من شرور الدنيا والفتن ..

وأستودع الله قلوب صغاركمـ

ا.هــ

.

.

.

.

♥♥ مخرج  : شاركوني بأي قيمة  أوموقف غرسها أبويكم ومازلتم تكنون لهم الفضل  من أجلها …

اهدأ .. تعمل !

لكلّ من يعمَلْ لحلم مَا  ولم يتَحقّقْ !

أرجوكَ لا تُحبط  !

فالأحلامُ لا تعرفُ  صافرة النهاية ..!

 ومادام لم يأتِ بعد ! فأنتَ ما زلت تعمل من أجلهِ ..

فكّر هكذا .. تطمئن !

فكّر هكذا  .. (( تعمل )) ..

رجل بلا مبادئ ..

.

.

.

إذا كان في كل مبدأ يؤمن به أحدنا  ,  يقال لصاحبه لا تشدد !

وإذا لم يشدد  في كلّ مبدأ منها   – هروباً من الهالة المخيفة للكلمة آنفاً – !

لم يبقَ منها شيء !

فإمّا التشديد لمبدأ  أو العيشُ بلا مبدأ ! 

والوقوف في المنتصف  لا يمكن  ..  فكّر به ! هو فعلاً  منعدم

 لذا ..!

آمن بمبادئك ولا تبالي ,   فإنما هو “إيمـــانٌ”  لا  ” تشــدد ” !

.

.

.

.

 هامش*

 مبادئ  الدين والخلق وكثيرٌ مما علمتكَ أمك هي أوّل ما  أعني ,  لتثبتْ  من أجلها  !

فالنفس و الحياة يجاهدان ليُذيبا  مالديك ! حتى تبيتَ يوماً وقد صرتَ كما يقال رجلٌ بلا مبادئ !

.